كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ قال ابن عربي‏:‏ العالم أشرف من صاحب الحال فإن صاحب الحال حكمه كالمجنون لا يكتب له ولا عليه والعالم يكتب له وعليه فصاحب العلم أتم من صاحب الحال فالحال في الدنيا نقص وفي الآخرة تمام والعلم هنا تمام وفي الآخرة تمام‏.‏

تنبيه‏:‏ المراد في هذه الأخبار بالعالم من صرف زمنه للتعليم وللإفتاء والتصنيف ونحو ذلك وبالعابد من انقطع للعبادة تاركاً ذلك وإن كان عالماً‏.‏

- ‏(‏حل عن معاذ‏)‏ بن جبل قضية تصرف المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وليس كذلك بل رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه‏.‏

5861 - ‏(‏فضل العالم على العابد سبعين‏)‏ فيه ما تقرر في حديث فضل الصلاة بسواك إلخ ‏(‏درجة‏)‏ أي منزلة عالية في الجنة وليس هو تمثيل للرفعة المعنوية كما قيل ‏(‏ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض‏)‏ وذلك لأن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد يقبل على عبادته لا يتوجه لها ولا يعرفها هكذا ورد تعليله في نص حديث عند الديلمي في الفردوس‏.‏

- ‏(‏ع عن عبد الرحمن بن عوف‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه الخليل بن مرّة قال البخاري‏:‏ منكر الحديث وقال ابن عدي‏:‏ هو ممن يكتب حديثه وليس بمتروك‏.‏

5862 - ‏(‏فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة‏)‏ زاد في رواية ما بين كل درجتين حضر الفرس السريع المضمر مئة عام وزاد لفظ المؤمن إشارة إلى أن الكلام في عالم كامل الإيمان عامل بعلمه وفي عابد كامل الإيمان عارف بالفروض العينية وإلا فهو غير عابد‏.‏

- ‏(‏ابن عبد البر‏)‏ في العلم ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ في سنده ضعف وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر من ابن عبد البر وهو غفلة فقد خرجه ابن عدي عن أبي هريرة‏.‏

5863 - ‏(‏فضل العالم على غيره‏)‏ من كل عابد وإمام وغير ذلك فهو أعم مما قبله ‏(‏كفضل النبي على أمته‏)‏ لأن الشيطان ‏[‏ص 434‏]‏ يبدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد مقبل على عبادته قاصر على نفع نفسه‏.‏

- ‏(‏خط عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

5864 - ‏(‏فضل العلم أحب إليّ‏)‏ وفي رواية الطبراني بدل أحب إليّ خير ‏(‏من فضل العبادة‏)‏ أي نفل العلم أفضل من نفل العمل كما أن فرض العلم أفضل من فرض العمل وفضل العلم ما زاد على المفترض وقال السهروردي‏:‏ الإشارة بهذا العلم ليس إلى علم البيع والشراء والطلاق والعتاق بل إلى العلم باللّه وقوة اليقين وقد يكون العبد عالماً باللّه وليس عنده علم من فروض الكفايات وقد كانت الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم أعلم من علماء التابعين رحمهم اللّه بحقائق اليقين ودقائق المعرفة وفي علماء التابعين من هو أقوم بعلم الفتوى من بعض الصحابة لأن فضل العلم يحكم العبادة ويصححها ويخلصها ويصفيها قال حجة الإسلام‏:‏ العلم أشرف جوهراً من العبادة مع العمل به وإلا كان علمه هباء منثوراً إذ العلم بمنزلة الشجرة والعبادة بمنزلة الثمر فالشرف للشجرة لكونها الأصل لكن الانتفاع بثمرتها فلا بد للعبد من أن يكون له من كلا الأمرين حظ ونصيب ولهذا قال الحسن‏:‏ اطلبوا العلم طلباً لا يضر العبادة واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم ‏(‏وخير دينكم الورع‏)‏‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏طس ك عن حذيفة‏)‏ بن اليمان قال المنذري‏:‏ وإسناده لا بأس به وقال في موضع آخر‏:‏ حسن ‏(‏ك عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص ورواه الترمذي في العلل عن حذيفة ثم ذكر أنه سأل عنه البخاري فلم يعده محفوظاً اهـ‏.‏ وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال‏:‏ لا يصح والمتهم بوضعه عبد اللّه بن عبد القدوس‏.‏

5865 - ‏(‏فضل القرآن‏)‏ في رواية فضل كلام اللّه ‏(‏على سائر الكلام كفضل الرحمن‏)‏ تعالى وفي رواية للترمذي كفضل اللّه وعبر هنا بالرحمن مشاكلة لقوله تعالى ‏{‏الرحمن علم القرآن‏}‏ ‏(‏على سائر خلقه‏)‏ لأنّ بلاغة البيان تعلو إلى قدر علو المبين والكلام على قدر المتكلم فعلوّ بيان اللّه على بيان خلقه بقدر علوه على خلقه فبيان كل مبين على قدر إحاطة علمه فإذا أبان الإنسان عن الكائن أبان بقدر ما يدرك منه وهو لا يحيط به علمه فلا يصل إلى غاية البلاغة في بيانه وإذا أنبأ عن الماضي فيقدر ما بقي من ناقص علمه لما لزم الإنسان من النسيان وإذا أراد أن ينبئ عن الآتي أعوزه البيان كله إلا بقدره فبيانه في الكائن ناقص وفي الماضي أنقص وبيانه في الآتي ساقط ‏{‏بل يريد الإنسان ليفجر أمامه‏}‏ وبيان الحق سبحانه وتعالى عن الكائن بالغ إلى غاية ما أحاط به علمه ‏{‏قل إنما العلم عند اللّه‏}‏ وعن المنقطع كونه بحسب إحاطته بالكائن وسبحانه من النسيان ‏{‏لا يضل ربي ولا ينسى‏}‏ وعن الآتي فيما هو الحق الواقع ‏{‏فلنقصنّ عليهم بعلم وما كنا غائبين‏}‏ والمبين الحق لا يوهم بيانه إيهام لنسبة النقص لبيانه والإنسان يتهم نفسه في البيان ويخاف من نسبة العي إليه فيضعف مفهوم بيانه ومفهوم بيان القرآن أضعاف أضعاف إفصاحه ذكره الحرالي‏.‏

- ‏(‏ع في معجمه هب عن أبي هريرة‏)‏ وفيه أشعث الحرالي قال الذهبي‏:‏ ثقة وشهر بن حوشب أورده أعني الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال ابن عدي لا يحتج به وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول فقد خرجه الترمذي بلفظ‏:‏ فضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه لكن عذر المصنف أنه وقع في ذيل حديث فلم ينبه له ولفظه بتمامه يقول الرب عز وجل من شغله القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه‏.‏ قال ابن حجر في الفتح‏:‏ ورجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعيف وخرجه ابن عدي من رواية شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه وفيه عمر بن سعيد الأشج وهو ضعيف وخرجه ابن الضريس من وجه آخر عن شهر بن حوشب مرسلاً ورجاله لا بأس بهم وخرجه ابن حميد ‏[‏ص 435‏]‏ الحماني في مسنده من حديث عمر بن الخطاب وفيه صفوان بن أبي الصهب مختلف فيه وخرجه ابن الضريس أيضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رفعه خيركم من تعلم القرآن وعلمه ثم قال‏:‏ وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه قال ابن حجر‏:‏ أشار البخاري في خلق الأفعال إلى أنه لا يصح مرفوعاً‏.‏

5866 - ‏(‏فضل الماشي خلف الجنازة على فضل الماشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع‏)‏ وبهذا أخذ الحنفية فقالوا‏:‏ الأفضل للمشيع أن يمشي خلفها، وذهب الشافعية إلى أن الأفضل للمشيع المشي أمامها وإن ركب لأنه شفيع وحق الشفيع أن يتقدم واستظهر على ذلك بأحاديث أخرى‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

5867 - ‏(‏فضل الوقت الأول على الآخر‏)‏ وفي رواية فضل الصلاة أوّل الوقت على آخره ‏(‏كفضل الآخرة على الدنيا‏)‏ فأعظم به من فضل فيتأكد الحث على المبادرة‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ في الثواب وكذا الديلمي ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الحافظ العراقي‏:‏ وسنده ضعيف‏.‏

5868 - ‏(‏فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره‏)‏ من المساجد ‏(‏مئة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمس مئة صلاة‏)‏ كما سبق موضحاً‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي الدرداء‏)‏ وفيه سعيد بن سالم يعني القداح ليس بذاك عن سعيد بن بشير قال الذهبي‏:‏ شبه المجهول‏.‏

5869 - ‏(‏فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة‏)‏ قال الزركشي‏:‏ كذا وقع في الصحيحين خمس بحذف الموحدة في أوله والهاء من آخره قال‏:‏ وخفض خمس على تقدير الباء كقول الشاعر‏:‏

أشارت كليب بالأكف الأصابع * أي إلى كليب وأما حذف الهاء فعلى تأويل الجزء بالدرجة ‏(‏وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على صلاة المنفرد‏.‏

- ‏(‏ابن السكن عن ضمرة بن حبيب‏)‏ الزهري الحمصي وثقه ابن معين ‏(‏عن أبيه‏)‏ حبيب‏.‏

5870 - ‏(‏فضل صلاة الجماعة على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر‏)‏ قيل هم الحفظة وقيل غيرهم وأيد بأن الحفظة لم ينقل أنهم يفارقونه ولا أن حفظة الليل غير حفظة النهار وبأنهم لو كانوا الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله كيف تركتم عبادي ثم المراد باجتماعهم أنهم يشهدون الصلاة في جماعة أو هو أعم قال ابن بطال‏:‏ وقوله وتجتمع إلخ إشارة إلى أن الدرجتين الزائدتين ‏[‏ص 436‏]‏ على خمس وعشرين يؤخذ من ذلك‏.‏

- ‏(‏ق عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

5871 - ‏(‏فضل صلاة الرجل‏)‏ والمرأة أولى وفي رواية فضل صلاة التطوع ‏(‏في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة‏)‏ وهذا في النفل وأما الفرض فصلاته في المسجد أفضل وإن رآه الناس بدليل خبر أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة‏.‏

- ‏(‏طب عن صهيب بن النعمان‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الذهبي في الصحابة‏:‏ له حديث رواه عنه هلال بن يساف في الطبراني تفرد به قيس بن الربيع اهـ‏.‏ وقال الهيثمي‏:‏ فيه محمد بن مصعب الفرفسائي ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد‏.‏

5872 - ‏(‏فضل صلاة الليل على النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية‏)‏ يؤخذ من القياس أن من أراد الاقتداء به وتعليم غيره فصلاة النهار في حقه بذلك القصد أفضل ولم أر من ذهب إليه‏.‏

- ‏(‏ابن المبارك‏)‏ في الزهد ‏(‏طب حل عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات اهـ‏.‏ وخرجه البيهقي باللفظ المذكور وصحح وقفه‏.‏

5873 - ‏(‏فضل غازي البحر على غازي البر كفضل غاز البر على القاعد في أهله وماله‏)‏‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ وإسناده حسن‏.‏

5874 - ‏(‏فضل غازي البحر على غازي البر كعشر غزوات في البر‏)‏ لما في ركوب البحر من الخطر والغرور والمشقة‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ وإسناده حسن‏.‏

5875 - ‏(‏فضل حملة القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق‏)‏ فأفهم الناس من وهبه اللّه فهماً في كلامه ووعياً في كتابه ففي علمه يندرج كل علم من أصناف العلوم ففيه تفصيل كل شيء قال الحكيم‏:‏ وهذا فيمن حمل القرآن فأقامه على ما أنزل من ربه وعمل بأمره ونهيه ووعده ووعيده فإذا مر في تلاوته بذكر الجنة حنّ إليها وعمل عليها للقائه في داره والنظر إليه وإذا مر بذكر النار التي هي سجنه أشفى صدره من أعدائه لما أعدّ لهم وإذا مر بذكر القرون فرأى نصرة الأولياء ونقمة الأعداء فرح بنصرة الأولياء وشمت بنقمة الأعداء وإذا مر بضرب الأمثال صار قلبه مرآة قد عاينت ما وصف له فكأنه مشاهده بقلبه فزاده إيماناً مع إيمانه وإذا مر بحججه الدامغة للباطل قوي بها وازدادت بصيرته وإذا مر باللطائف وعلائم الرقة والرحمة ازداد علماً باللّه وبمنازل العباد منه وإذا مر بمحض التوحيد والفردية لهى عن كل ما سواه وانفرد به تعلقاً بفرديته فمن هذا شأنه فهو المراد هنا وأما ذو التخليط الذي إنما يقرؤه مع كدورة النفس وضيقها وتعسرها وتكدرها ونفسه شهوانية ثقيلة في ائتماره بطيئة عن المسارعة إلى الخيرات متحملة أثقال التكليف ملجمة بالوحيد ولولاه لركضت به نفسه في ميادين الحائرين فأجنبي من هذا المقام‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عباس‏)‏ وفيه محمد بن تميم الغرياني قال الذهبي‏:‏ قال ابن حبان كان يضع الحديث والحكم بن أبان قال ابن المبارك‏:‏ ارم به ورواه ابن لال وعنه أورده الديلمي فكان عزوه إلى الأصل أولى‏.‏

5876 - ‏(‏فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على النساء‏)‏ ضرب المثل بالثريد لأنه أفضل طعامهم ولأنه ركب من خبز ‏[‏ص 437‏]‏ ولحم ومرقة ولا نظير له في الأطعمة ثم إنه جامع بين الغداء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤونة في المضغ وسرعة المرور في الحلقوم فخص المثل به إيذاناً بأنها جمعت مع حسن الخلق حسن الخلق وحسن الحديث وحلاوة المنطق وفصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل والتحبب للبعل ومن ثم عقلت منه ما لم يعقل غيرها من نسائه وروت عنه ما لم يرو مثلها من الرجال إلا قليلاً قال ابن القيم‏:‏ الثريد وإن كان مركباً فإنه مركب من خبز ولحم فالخبز أفضل الأقوات واللحم سيد الإدام فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية وفي أفضلهما خلاف والصواب أن الحاجة للخبز أعم واللحم أفضل وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه‏.‏

- ‏(‏ه عن أنس‏)‏ بن مالك ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

5877 - ‏(‏فضل قراءة القرآن نظراً على من يقرأه ظاهراً‏)‏ أي عن ظهر قلب ‏(‏كفضل الفريضة على النافلة‏)‏ فالقراءة نظراً في المصحف أفضل لأنها تجمع القراءة والنظر وهو عبادة أخرى نعم إن زاد خشوعه بها حفظاً فينبغي كما في المجموع تفضيله لأن المدار على الخشوع ما أمكن إذ هو روح العبادة وأسها‏.‏

- ‏(‏أبو عبيدة في فضائله‏)‏ أي القرآن ‏(‏عن بعض الصحابة‏)‏ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من المشاهير وليس كذلك بل رواه أبو نعيم والطبراني والديلمي وفيه بقية‏.‏

5878 - ‏(‏فضل اللّه قريشاً‏)‏ أي قبيلة قريش ‏(‏بسبع خصال لم يعطها أحد قبلها ولا يعطاها أحد بعدهم‏:‏ فضل اللّه قريشاً أني منهم وأن النبوة فيهم وأن الحجابة فيهم‏)‏ هي سدانة الكعبة وتولي حفظها لمن بيده مفتاحها كانت أوّلا في بني عبد الدار ثم صارت في بني شيبة بتقرير المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ‏(‏وأن السقاية فيهم‏)‏ وكان يليها العباس جاهلية وإسلاماً وأقرها النبي صلى اللّه عليه وسلم له فهي لآل العباس أبداً قالوا‏:‏ فلا يجوز لأحد نزعها منهم ما بقي من ذريته أحد قال في المجمل‏:‏ السقاية المحل الذي يتخذ فيه الشراب في الموسم كان يشتري الزبيب فينبذ في ماء زمزم ويسقي الناس ‏(‏ونصرهم على الفيل وعبدوا اللّه سبع سنين‏)‏ أي من أسلم منهم ‏(‏لا يعبده غيرهم‏)‏ في تلك المدة وهي ابتداء البعثة ‏(‏وأنزل اللّه فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم‏)‏ وهي سورة ‏(‏لإيلاف قريش‏)‏‏.‏

- ‏(‏تخ طب ك‏)‏ في التفسير من حديث يعقوب بن محمود الزهري عن إبراهيم بن محمد بن ثابت عن عثمان بن أبي عتيق عن سعيد بن عمرو عن أبيه عن جدته أم هانئ ‏(‏والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ‏)‏ أخت عليّ أمير المؤمنين قال الحاكم‏:‏ صحيح فردَّه الذهبي بأن يعقوب ضعيف وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها فالصحة من أين‏؟‏ وقال الهيثمي‏:‏ فيه من لم أعرفهم‏.‏

5879 - ‏(‏فضل اللّه قريشاً بسبع خصال فضلهم بأنهم عبدوا اللّه عشر سنين لا يعبد اللّه إلا قريش‏)‏ الظاهر أن المراد لا يعبده عبادة صحيحة إلا هم ليخرج أهل الكتابين فإنهم كانوا موجودين حينئذ يعبدون في الديورات والصوامع لكنها عبادة فاسدة ‏(‏وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون‏)‏ أي والحال أنهم عبدة أوثان ‏(‏وفضلهم بأنه نزلت فيه سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي لإيلاف قريش وفضلهم بأن فيهم النبوة والخلافة‏)‏ أي الإمامة العظمى ‏[‏ص 438‏]‏ لا يجوز أن يليها إلا قريش ‏(‏والحجابة والسقاية‏)‏‏.‏

- ‏(‏طس عن الزبير‏)‏ بن العوام قال الهيثمي‏:‏ فيه مضعفون‏.‏

5880 - ‏(‏فضلت على الأنبياء بست‏)‏ وفي الحديث الآتي بخمس قال التوربشتي‏:‏ وليس باختلاف تضادَّ بل اختلاف زمان وقع فيه حديث الخمس متقدماً وذلك أنه أعطيها فحدث به ثم زيد فأخبر به ولا يعارضه لا تفضلوني لأن هذا إخبار عن الأمر الواقع لا أمر بالتفضيل وقد قيل إن الاختصاص بالمجموع لا بالجميع لأن نوحاً هو آدم الأصغر ولم يبق على وجه الأرض بعد الغرق إلا من كان معه وعيسى كان سياحاً في الأرض يصلي حيث أدركته الصلاة ‏(‏أعطيت جوامع الكلم‏)‏ أي جمع المعاني الكثيرة في ألفاظ يسيرة وقيل إيجاز الكلام في إشباع من المعنى فالكلمة القليلة الحروف منها تتضمن كثيراً من المعاني وأنواعاً من الكلام ‏(‏ونصرت بالرعب‏)‏ يقذف في قلوب أعدائي فيخذلهم ‏(‏وأحلت لي الغنائم‏)‏ جمع غنيمة ‏(‏وجعلت لي الأرض طهوراً‏)‏ بفتح الطاء ‏(‏ومسجداً وأرسلت إلى الخلق كافة‏)‏ أي أرسلت إرسالة محيطة بهم لأنها إذا شملتهم كفتهم أن يخرج منها أحد منهم ولا يعارضه أن نوحاً بعد خروجه من الفلك كان مبعوثاً للكل لأن ذلك إنما كان لانحصار الخلق فيمن كان معه حيئنذ والمصطفى صلى اللّه عليه وسلم عموم رسالته في أصل بعثته فلا ملجئ إلى تأويل المطامح وغيرها للخبر بأن المراد مجموع الخمس لا جميعها، نعم مال ابن دقيق العيد إلى أن بعثة الأنبياء بالنسبة للتوحيد عامة ‏(‏وختم بي النبيون‏)‏ أي أغلق باب الوحي وقطع طريق الرسالة وسدَّ وجعل استغناء الناس عن الرسل وإظهار الدعوة بعد تصحيح الحجة وتكميل الدين أو أما باب الإلهام فلا ينسد وهو مدد يعين النفوس الكاملة فلا ينقطع لدوام الضرورة وحاجة الشريعة إلى تأكيد وتذكير وكما أن الناس استغنوا عن الرسالة والدعوة احتاجوا إلى التنبيه والتذكير لاستغراقهم في الوسواس وانهماكهم في الشهوات واللذات فاللّه تعالى أغلق باب الوحي بحكمة وتجديد وفتح الإلهام برحمته لطفاً منه بعباده فعلم أنه ليس بعده نبي وعيسى إنما ينزل بتقرير شرعه قال الزين العراقي‏:‏ وكذا الخضر وإلياس بناء على ثباتهما وبقائهما إلى الآن فكل منهما تابع لأحكام هذه الملة‏.‏

- ‏(‏م ت عن أبي هريرة‏)‏ ورواه أبو يعلى وغيره‏.‏

5881 - ‏(‏فضلت على الأنبياء بخمس‏)‏ من الخصال ‏(‏بعثت إلى الناس كافة وذخرت شفاعتي لأمتي‏)‏ قال في المطامح‏:‏ قد استفاضت أخبار الشفاعة في الشريعة وصارت في حيز التواتر ‏(‏ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي‏)‏ تمسك بظاهره وما قبله وما بعده أبو حنيفة ومالك على جواز التيمم بجميع أجزاء الأرض من حجر ورمل وحصباء قالوا فكما يجوز الصلاة عليها يجوز التيمم بها وخصه الشافعي وأحمد بالتراب تمسكاً بخبر مسلم وجعلت تربتها لنا طهوراً فحمل الإطلاق على التقييد‏:‏ وقول القرطبي هو ذهول رد بأنه هو الذهول وذلك مبسوط في الأصول‏.‏

- ‏(‏طب عن السائب بن يزيد‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه إسحاق بن عبد اللّه ابن أبي فروة وهو متروك‏.‏

‏[‏ص 439‏]‏ 5882 - ‏(‏فضلت بأربع جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه وجد الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الناس كافة ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين يسير بين يدي وأحلت لي الغنائم‏)‏ قال الطيبي‏:‏ لا منافاة بين فيما سبق ست وخمس وهنا أربع لأن ذكر الأعداد لا يدل على الحصر وقد يكون أعلم في وقت بأربع ثم بأكثر قال الزين العراقي‏:‏ ويحصل بما في مجموع الأخبار إحدى عشرة خصلة وهي إعطاؤه جوامع الكلم ونصرته بالرعب وإحلال الغنائم وجعل الأرض طهوراً ومسجداً وإرساله إلى الكافة وختم الأنبياء به وجعل صفوف أمته كصفوف الملائكة وإعطاؤه الشفاعة وتسميته أحمد وجعل أمته خير الأمم وإيتاؤه خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش‏.‏

- ‏(‏هق عن أبي أمامة‏)‏ ورواه عنه بنحوه الطبراني وغيره‏.‏

5883 - ‏(‏فضلت بأربع جعلت أنا وأمتي في الصلاة كما تصف الملائكة‏)‏ قال الزين العراقي‏:‏ المراد به التراص وإتمام الصفوف الأول فالأول في الصلاة فهو من خصائص هذه الأمة وكانت الأمم السابقة يصلون منفردين وكل واحد على حدة ‏(‏وجعل الصعيد لي وضوءاً وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت لي الغنائم‏)‏ فيه رد لقول ابن يزيد يحتمل أن المراد به الاصطفاف في الجهاد وفيه مشروعية تعديد نعم اللّه وإلقاء العلم قبل السؤال وأن الأصل في الأرض والطهارة وأن صحة الصلاة لا تختص بالمسجد المبني وأما حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد فضعيف كما يأتي واستدل به صاحب المبسوط من الحنفية على إظهار كرامة الآدمي لأنه خلق من ماء وتراب وقد ثبت أن كلاً منهما طهور‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏

5884 - ‏(‏فضلت على الناس بأربع‏)‏ خصها باعتبار ما فيها من النهاية التي لا ينتهي إليها أحد غيره لا باعتبار مجرد الوصف ‏(‏بالسخاء‏)‏ أي الجود فإنه كان أجود من الريح المرسلة ‏(‏والشجاعة‏)‏ هي كما سبق خلق غضبي بين إفراط يسمى تهوراً وتفريط يسمى جبناً ‏(‏وكثرة الجماع‏)‏ لكمال قوته وصحة ذكورته ‏(‏وشدة البطش‏)‏ فيما ينبغي على ما ينبغي وقدم السخاء لجموم منافعه وثني بالشجاعة لأنه نبي الجهاد ‏{‏يا أيها النبي جاهد الكفار‏}‏ وثلث بالجماع لما سبق أن قوته عليه معجزة وربع بشدة البطش لأنه من لوازم القوة وساغ له مدح نفسه لأنه مأمون الخطأ ولذا جاز له الحكم لنفسه‏.‏

- ‏(‏طس والإسماعيلي‏)‏ في معجمه كلاهما من طريق واحدة ‏(‏عن أنس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ إسناد الطبراني رجاله موثقون اهـ وغره قول شيخه العراقي‏:‏ رجاله ثقات لكن في الميزان‏:‏ إنه خبر منكر رواه الطبراني عن محمد بن هارون عن العباس بن الوليد عن مروان بن محمد عن سعيد بن بشر بن قتادة عن أنس ومروان بن محمد هو الدمشقي ‏[‏ص 440‏]‏ الطاطري كان مرجئا وفيه خلاف قال في اللسان‏:‏ لا ذنب فيه لهذا الرجل والظاهر أن الضعف من قبيل سعد بن بشير اهـ‏.‏ ومن ثم قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح‏.‏

5885 - ‏(‏فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافراً فأعانني اللّه عليه حتى أسلم وكنّ أزواجي عوناً لي‏)‏ على طاعة ربي ‏(‏وكان شيطان آدم كافراً‏)‏ ولم يسلم ‏(‏وكانت زوجته عوناً على خطيئته‏)‏ فإنها حملته على أن أكل من الشجرة فأهبطا من الجنة وقد فضل عليه بخصال أخرى ومفهوم العدد ليس بحجة عند الجمهور‏.‏

- ‏(‏البيهقي في الدلائل عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وفيه محمد بن الوليد البقلانسي قال في الميزان‏:‏ عن ابن عدي يضع وعن أبي عروبة كذاب قال‏:‏ ومن أباطيله هذا الخبر وقال الحافظ العراقي‏:‏ ضعيف لضعف محمد بن الوليد‏.‏

5886 - ‏(‏فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين‏)‏ فسجدات التلاوة أربع عشرة منها سجدتا سورة الحج وغيرها من السور ليس فيها إلا سجدة واحدة وهذا نص صريح ناص على ما ذهب إليه الشافعي من أن في الحج سجدتين وقال أبو حنيفة‏:‏ فيها سجدة واحدة فسجدات التلاوة أربع عشرة بالاتفاق بين المذهبين لكن الشافعي يجعل في الحج ثنتين ولا سجود في ‏"‏ص‏"‏ والحنفي يثبت سجدة ‏"‏ص‏"‏ وينفي سجدة من سجدتي الحج‏.‏

- ‏(‏د في مراسيله هق عن خالد بن سعدان مرسلاً‏)‏ قال أبو داود‏:‏ وقد أسند هذا ولا يصح وقال ابن حجر‏:‏ كأنه يشير إلى حديث عقبة وهو ما ذكره بقوله‏:‏

5887 - ‏(‏فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين‏)‏ وأما خبر ابن عباس لم يسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة فناف وضعيف على أن الترك إنما ينافي الوجوب لا الندب ‏(‏ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما‏)‏ أي السورة قال التوربشتي‏:‏ كذا وجدنا في نسخ المصابيح يقرأها بإعادة الضمير إلى السورة وهو غلط والصواب فلا يقرأهما بإعادة الضمير إلى السجدتين كما في أبي داود والترمذي ووجه النهي عن قراءتهما أن السجدة شرعت في حق التالي بتلاوته والآيتان بها من حق التلاوة وتمامها فإن كانت بصدد التضييع فالأولى به تركها لأنها إما أن تكون واجبة فيأثم بتركها أو سنة فيلام بالتهاون بها‏.‏

- ‏(‏حم ت‏)‏ وكذا أبو داود وكأن المصنف ذهل عنه ‏(‏طب ك عن عقبة بن عامر‏)‏ قال‏:‏ قلت يا رسول اللّه فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتان قال‏:‏ نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما قال الطيبي‏:‏ وهمزة الاستفهام مضمرة في قوله فضلت بدلالة قوله نعم في الجواب قال الحاكم‏:‏ صحت الرواية في هذا من قول عمر وطائفة وقال الترمذي‏:‏ إسناده ليس بقوي قال المناوي‏:‏ وذلك لأن فيه ابن لهيعة وشرح ابن هاعان ولا يحتج بحديثهما كما قال المنذري وعجب سكوت الحاكم عليه وأعجب منه سكوت الذهبي وقال ابن حجر‏:‏ فيه ابن لهيعة وهو ضعيف‏.‏